لم يكن به شيئ من العيب أو النقص سوى أنه أعرج ..
عارضت بشدة على الموافقة منه. .!
إذْ خطر في ذهني كيف سأكون زوجة لأعرج وكيف ستسير حياتي معه؟؟
.
.
بل فوق ذلك كله ماذا سيقول الناس عني؟
( زوجوها من اعرج !!)
بل كيف سأخبر زميلاتي بأني قد تزوجت من شخص فيه نقص!
وأنا من ادعيت الكمال طِوال حياتي !
وأنني لا أٌقبل بأي شاب عادي
فالأنظار تلاحقني دائما وأعين الخاطبات تنظر إلي في كل مناسبه!!
لم أُدخل فكرة الزواج منه منذ البداية فاختصرت على اهلي المشوار وأجبت بالرفض !!
بعد أسبوع من الرد بالرفض عاود طرق الباب لطلب يدي فما كان مني إلا أن نعته بالمجنون إذ كيف يتقدم بعدما رفضته؟؟
استمر يحادث أخي فترة طويلة وأنا انتظر خروجه لأرى ما الذي يريده هذا الرجل!!
وحالما خرج دخلت على اخي ثائرة في وجهه ماذا يريد هذا المعتوه الا يكفيه الرفض من البدايه؟
حاول اخي تهدئة الموقف وأصبح يمتدحه لي فهو يعرف ( أحمد ) وأن فيه كل ماتتمناه الفتاه ..
فأصررت على موقفي ورفضت فكرة الزواج منه مهما بلغ من الكمال مادام اعرجا
نظر الي اخي وقال : الأمر بيدك حينما تتذكري ان الرجل بخلقه ونسبه وليس بقوامه !!
ضحكت في داخلي وقلت : هل يريدني ان الين لكلماته واوافق كلا والف كلا
في الغد ..
اجتمعت مع بنات الشله وكنت سيده المجلس في الحديث آنذاك
بنات ماقلت لكم:
خير ان شاء الله يارنا ..
امس واحد تقدم لي وهو اعرج !!
ثم ضحكت بصوت مرتفع
حينها رمقتني فاطمه بنظرة غريبة ثم صمتت لكنني لم اكترث لنظراتها
وجلسنا نكمل تعليقاتنا وحواراتنا
في المصلى ..
جاءتني فاطمه
رنا
سمي ياعيون رنا
ابغاك بكلمتين
اعطيني كل اللي عندك وانا كم فطومه عندي
رنا تعرفين مقدار مودتي لك
لكني سأبين لك نقطة ربما غفلتي عنها
طالعتها بعيني
وماهي؟؟
تمتمت بسرعه وقالت :
حينما يكتب الله امرا سيكون كل شيء نافذ سواء كان اعرج ام يمشي بطريقه عاديه
فهمتي قصدي؟؟
ثم ولتني ظهرها ولم تنتظر مني اجابه
لا ادري لم ظلت كلمة فاطمه الاخيرة ترن في اذني
لم انتبه لما يقوله الدكتور في المحاضرة بل جلست افكر في الامر
ثم جاءني كبريائي وحدثني قائلا : ابعدي عنك كل هذه الوساوس فأنت مازلت شابه وارفاق وصف اعرج لزوج مستقبلك يجعلك تبدين بمنظار الصغار امام زميلاتك بل امام نفسك !!
ابتسمت وصدقت كلماته ورميت كلمات فاطمه عرض الحائط ..
القرار بيدك
استمر الكل يضغط عليّ بطريقه مباشرة او غير مباشرة بالموافقة عليه فالعرج ليس عيبا لكني ابدا لم اصغ سوى لنفسي فماذا سأفعل مع أعرج؟؟
جاءتني أمي فصممت أذني عن الحديث في الموضوع وطرقت موضوعا آخر فمجرد ذكر إسمه عندي يجعلني أشعر بالنقص فكيف لو فكرت لو اقترنت به!!
أعود للتفكير في نفسي وأقول مالذي ينقصني حتى أتزوج منه؟؟
فانا جميله ومتعلمة وصغيرة وبحسب ونسب ، ثم أفكر فيه فأجده وسيم ، راق في تعليمه ، أخلاقه عاليه ، وظيفة مرموقة أيضا بحسب ونسب لكنه أعرج !!
فألغي بذلك كل طريقة للتفكير فيه !!
جاءتني فاطمة مرة أخرى
وكنت قد علّقت عليه وضحكت من إصراره وعودته مرارا
قالت : تذكري بارنا أن الأمر نافذ بمشيئته فلا تضحكي منه فخالقك وخالقه واحد ، وربما يأتي يوم فتمدحيه
وإلا فإنسي سيرته بيننا !!
طالعتها فسكت فلم اعد أقوى على الرد على كلامها
فكلماتها لامست نفسي بشيء من القبول
تتواصل المحاولات في اقناعي وأخيرا
أبشركم رنا تملكت !!
من بتأخذ؟؟
أحمد الــــــــ
هو الأعرج
وما إن سمعت الكلمةالاخيرة حتى تفجرت في نفسي براكين الغضب
قلت صارخة : أسمعتم الناس تنسى كل صفه حسنه وتذكر انه أعرج
بداية كهذه لا أريدها .. لا اريدها!!
أنا لا احتمل نظرات الناس ولهمزاتهم ولست أطيق كلماتهم ..
نظر اليّ ابي وقال : بابنتي الناس ماتترك احد خذي كلامهم وارميه في البحر حتى الناس المبسوطين يتكلمون فيهم فكيف عاد لو صار شيئ بسيط !!
لم تعزز كلمات أبي فخرجت باااكيه ..
أصبحت كل يوم اسمع هذه الكلمة تزوجت العـــــــــــ ـــــــــــ رج
أغلقت الموضوع كلية عن بنات الشلة ولم اطرق فيه بابا
لم اوافق على محادثته أو الخروج له حينما يزورنا فمرت الأيام سريعة حتى جاء موعد الزفاف
بكيت بشدة يومها!!
كيف سيراه الناس بشكل كهذا ؟؟
مالذي سيقولونه عني وعنه
و و و أسئلة لم تفد
الأخوات لم تفد محاولتهن أيضا
صديقاتي لم ادع أي واحده منهن على حفل الزواج
وغبت بعدها عن العالم بأسره
انقبض قلبي حال دخوله وتوترت أعصابي وتشتت أفكاري
كفكفت دموعي سريعا
ومر الوقت ثقيلا بطيئا كئيبا
رنا : وش فيك ساكتة ؟
لم اترك له مجالا لسؤال آخر فقلت: توتر وقلة نوم
فصمت ..
بعدها سافرت
كان شكله يبعث في نفسي الشفقة فلم أحب ان يكون هو من يحمل الشنطه أو يرفع لي شيئا
كنت أحاول أن أتناسى كل مافي نفسي
كان طبعه رقيقا يحاول ممازحتي كثيرا
يحب أن يراني اسعد أمراه في العالم
مع ذلك أحسست بحبي له لكني لم أبين ذلك مطلقا
فانا لازلت ناقمة عليه !!
مرت الأيام سريعة
محاولة للهروب قدمت اعتذارا عن الدراسة في سنتي الأخيرة إلا انه عارض بشده
فطالبني عدم التأجيل
إذ كان هدفي من التأجيل هو الهروب من زميلاتي والشلة فلا أريد أن اكسر كمالي المزيف لديهن
واخبرهن بزواجي ممن كنت اتضاحك عليه
لأول مرة اصرخ في وجهه
ماذا تريد أيضا حتى دراستي ستحكمني فيها
لا أريد احد إن يعرف انك ........ !! ثم استدركت كلمتي الأخيرة
وقطعت كلامي سريعا
نظر إلي والدهشة بادية في وجهه ..
رنا
أيعيبك أن أكون أعرجا !!
هل خلقت نفسي؟؟
هل ادخرت في سبيل خلقي مجالا لم اطرق بابه !!
تحاسبينني على شيء ليس في يدي؟؟
أتعترضين على الله !!
ثم سحب نفسه وخرج !!
هالني أن أرى سحبا من غضبه ..
بكيت الما وحرقه
صحيح أني حاولت أن اظهر له باني متفضلة عليه لموافقتي
ولم اكن أسير بجواره في السوق أو في مكان عام
لكني لم أفكر مطلقا في هدم مشاعره بصورة قويه
الساعة الثانية بعد منتصف الليل ولم يأتِ بعد !!
الهاتف الخاص به مقفول
ترى اين يكون حتى في هذا الوقت ؟؟
انتظرت
وانتظرت
حتى أفقت في الساعة الحادية عشرة صباحا
التفت حولي ولم أرى له أثرا
لكن رائحة عطره تتسرب إليّ عنوة
طالعت في أجزاء البيت ولم يكن موجودا
عدت إلى غرفتي
لمحت ورقة على المنضدة
حبيبتي رنا
| أسميكِ حبيبتي لأنكِ تتربعين على قلبي كله |
إن رأيتِ يا حبيبتي أني خطأ في حياتك
فلك أن تصححيه ..
والوقت متاح لكِ متى ما شئتِ
لكن !! تذكري أن المكان شاغر لكِ ولكِ فقط ..
فلا تدعي مكانكِ خالِ
محبكــ أ أحمد ..
قلبت الورقة وكتبت ..
خطأ أنت أتمنى تكراره..
فأنت في حياتي شيء مختلف !!
تمت ..
لكم ودّي ..