بسم الله الرحمن الرحيم
هـل تعـرف كيـف يصنعون المـوت ؟.؟؟؟؟؟
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
قال لدينا الآن فائض كبير في المنتجات .. وأن المستودعات قد اشتكت من حمولتها .. وأن الطلبات حالياً لا توازي العروض بأي حال من الأحوال .. والمنافسة في الأسواق من المصانع العالمية المشابهة على أشدها .. والاستمرارية بنفس المنوال لا يمكن القبول بها بأي حال من الأحوال .. إلا بتقليص المصروفات الحالية والاستغناء عن عدد كبير من العاملين بفروع المصنع المختلفة .. تلك هي افتتاحية لمدير مصنع أسلحة فتاكة عالمية .. وهو يوجهها لمدراء الأقسام في المصنع لديه بعد أن دعاهم لاجتماع طارئ وعاجل .. ولكن النظرة هنا لمن يعقل الخفايا والأخطار ولمن يدرك جيداً مدلولات الإشارات لها تلميحات عميقة وخطيرة .. فالمنتج هنا ليس بذاك المفيد فائدة تقي الناس من الموت .. ولكن المنتج هنا هو ذاك الموت والشر الذي يعمر القبور .. فلذلك فإن الترويج للسلعة والإعلان بالتبشير عنها وطول العمر لا يجدي كثيراً .. وأهل الاختصاص في تلك المهنة عادة هم بمواصفات مغايرة للأخلاقيات .. ويواجهون المعضلة في كيفية ترويج منتج لا تفيده إغراءات الابتسامة .. أو التلويح بأمنيات السلامة .. فالمنتج في النهاية يعني الموت والدمار ِ.. ولكن لهم أساليبهم في كيفية إنعاش ذلك النوع من السلع الضارة .. وتلك الأساليب تمزق كلياً كل قواميس الأخلاق والإنسانية بالمعنى القديم .. وأهم الركائز لتلك الأساليب يتم مباشرة بالتعامل مع السياسة وأهل السياسة .. حيث تجري الأمور في الدهاليز .. وحيث مراتع العقول الكبيرة والخبيثة .. المساومة هناك تجري مع أعلى القمم في أهرامات السلطة .. والعمولات ليست بتلك الملايين التي لا تعني إلا للصغار .. ولكن بالمليارات التي تعني الكثير للصغار وللكبار .. والمحصلة في النهاية لا بد من فتح جبهات للحروب في إنحاء العالم .. حتى تتمكن تلك المصانع من تخليص مستودعاتها .. وهي حروب مدفوعة القيمة سلفاً .. فتشعل الفتن هنا وهناك .. وتبدأ المعارك والدمار .. فتنعش تلك المصانع وتكمل دورتها الإنتاجية والربحية على حساب الدماء .. تنعش والطاقة الداعمة لها في الإنتاج هي الضحايا من الأطفال والنساء والكبار والصغار .. وقبل ذلك الجنود في ساحات المعارك .. كل ذلك فقط لإرضاء الطموحات الإنتاجية والربحية لشركات ومصانع عالمية كبرى أنتاجها الدمار والهلاك .. والأمثلة كثيرة وقريبة في الأذهان .. والنماذج ما زالت ماثلة في بقاع كثيرة من الكرة الأرضية .. وقصة الإصرار على الحرب التي جرت في أرض عزيزة لنا قبل سنوات قليلة هي من ذلك النوع من فروض المصالح الإنتاجية لشركات الفساد والدمار في العالم .. وكذلك عندما أصر الابن تحت ضغوط تلك الشركات أن يخوض حروب طاحنة في مواقع متفرقة من العالم .. تلك الحروب التي كلفت الملايين من الأنفس والأرواح البريئة الطاهرة من الأطفال والنساء والكبار من المدنيين ومن العساكر .. وما زالت رحاها تدور في بعض الأرجاء .. ومن الأعجب والأدهش أن الثمن المدفوع من الأرواح والأنفس يشمل أيضاً تلك العددية التي فاقت نصف مليون جندي لمشعل الحرب نفسه .. مما يعني أن الأخلاقيات هنا تسقط تماما والمصالح الفوقية هي التي تجري .. والشركات المدارية هي التي تكسب .. وفي النهاية هناك السنة المالية حيث حسابات الأرباح والخسائر .. فتلك الشركات تحتفل بأرباحها الخيالية بالمليارات والمليارات .. وفي المقابل لديها جانب التكاليف والمصاريف التي لا تعني لديها شيئاً .. فهي فقط تلك الملايين من ضحايا البشر الذين يمثلون الأطفال والنساء والرجال والجنود .. بجانب بنود الدمار والخراب التي تواكب تلك الحروب .. فكم يا ترى كان نصيب ذلك الابن من المليارات وهو الذي أطاع تلك الشركات ونفذ لها رغباتها .. وضحى بالمقابل بنصف مليون جندي ؟؟ .. ثم بنود التكاليف الباهظة التي أرهقت خزينة الدولة الكبرى .. ثم أدت إلى أزمة اقتصادية طاحنة ما زالت تدور رحاها في العالم ؟؟ .
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد